شبكة بغداد الإعلامية

في زمنِ الفوُضى وإنعِدام التَخطيط وضُعف القانون والتَراخي الكَبير الذي أصاب كُل قَطاعاتِ الحياة وَمُؤسساتِ الدوُلة، نَجد الكَثير مِنْ الظواهِر السلبيّة التي تَتفشّى وتَزداد وتَنتشر بشكل مُخيف ومُرعب.

ومِنْ هَذهِ الظواهر الكارثيّة، هيَ إقامة المِهرجانات والإحتفاليات لُكلِ مَن هبَّ ودبَّ وبِمختلف العَناوين والمُسميات الرنّانة والمُثيرة، والتي يَقودها ويتزعّمها بعض الشخصيات المُنتفعة والوصولية التي تَبحث عِن المكاسب والارباح المادية دون إعتِبار لمَكانة العراق وسمعتهُ وتأثيرها السلبي الخطير على كافة مجالات الفَن والثقافة والأدب وغيرها.

ولدى إطلاعنا على خلفيّة هَذا الأمر وبحثنا الإستِقصائي، وَجدنا إن أغلب مَنْ يتصدّون لإقامة هذهِ المِهرجانات، لا يتحركون مِنْ مُنطلق حُبّ الوطنْ او النهوض بواقعه نحو الافضل، أو التواصُل معَ دول العالم، كلّا، إن الدافِع الاساسي لهم هو الحُصول على الدعم المادي والتبرعات لإقامة هذا المهرجانات من مختلف الجهات، سواء كانت حكومية او غيرها، فتراهم يبتكرون إساليب وطُرق مُبتكرة من أجل الوصول لأهدافِهم وغاياتهم، ويستخدمون الحيل والخداع (التقفيص) على الجميع، بالإعتماد على قوّة شخصيتهم والمظهر الأنيق والحُضور المؤثر.

إنَّ ما حَصَلَ مِنْ كوارث في الفَتَرات الأخيرة، يَدفعُنا الى الوقوف بِحزمْ تِجاه هَؤلاء المُنتفعين وعدم التعامل معهم بتاتاً، لأنهم نَقلوا صُورة مشوهة عَن العراق وشعبه وفنّه وتأريخه وحضارته، فهلْ هؤلاء المشبوهين يُمثلون هذا البلد العظيم، ومنْ سَمحَ لهم بجلب شخصيات عربية ودولية في مجال الفن والموسيقى وتكريمهم؟ وما هي المعايير المتّبعة في ذلك؟ وعلى أي أساس تمَّ التكريم؟؟ إنها أسألة بحاجة الى إجابة مِنْ قِبل المختصين والمسؤولين عَن هذا الملف، ونَخصُّ منهم بالذكر وزارة الثقافة التي يُفترض بِها أن تتابع هذا الموضوع بِدقة وتضع شروطاً وإعتبارات لتلافي الاخطاء والكوارث التي حصلت لكي لا يتم تكرارها مستقبلا.

وفي الختام نقول: إن العراق أكبر من إي شخصية وأعظم من أي مكسب آخر، فيُفترض أن نعمل بضمير حيّ لكي يَنهض ويعود متألقاً من جديد.

افتتاحية جريدة الوطن الجديد