صَيِّبٌ مِنْ هُطُوْلِ الحَمْدِ .. قصيدة للأستاذة الدكتورة الشاعرة عهود عبد الواحد

شبكة بغداد الإعلامية

مُذْ قَالَ (كُنْ) أضْحَتِ الآفاقُ تَنْتَظِرُ

                     مُشْـــتَاقَةً لِهُــــطُولِ  الحَمْدِ تَفْتَقِرُ                                        

مُذْ قَالَ (ربُّك إنِّـــيْ خَالقٌ بَشَـــرًا)

مَلَاْكُ فِــــــي خَلْقِهِ وازَّيَّنَتْ خُلُقٌ

              بِهِ ، وَلَيْسَ  لَهُ مِنْ صِنْوِهِ بَشَــــــرُ

أَتَيْتُ وَالشَّوْقُ في الأضْلَاعِ يَنْحَدِرُ

             أ رِيْحُ طَه دَنَتْ أمْ لَاحَ لِـــــيْ أثَـــرُ

فمَا شَـــعَرْتُ سِوَى أنِّي أطيرُ لَــهُ

             بِلا جَنَاحٍ  ونَـــارُ الودِّ تَسْـــــــتَعِرُ

وقُلْتُ للغَارِ أنْجِدْنِـــــي فَلَوَّحَ لِـــيْ

             أنَّ الخَلائقَ فِي عِشْقِ النَّبِيْ غُمِرُوْا

فَالصُّبْحُ لمَّا أتَى طَه انْطَوَى خَجَلًا

                  واللَّيلُ قَدْ سَــــــلَخَ الإظْـــلامَ يعْــــتَذِرُ

ألْقَى السَّــــوادَ عَلَى مُلْكِ الطُّغَاةِ فذا

                   مِنْ ذُعْرِهِ هَــــارِبٌ أو ذاكَ مُنْكَسِـــرُ

      سَبَرْتُ أفقَ المَدَى يَجْتَاحُنِي الحَذَرُ

                   والكَوْنُ في لُجَّةِ التَّسْـــبِيْحِ مُنبهِــــــرُ

      بَحَثْتُ عَنْهُ وَصَوْتٌ فِي الأثير هَمَى

                   مَنْ أنتِ ؟ قُلْتُ اشتياقٌ مِمَّنِ انْتَظَرُوا

وَكَيْفَ جِئْتِ ؟ حَنِيْنِي فَاضَ بِي وَلَهًا

                   سَعَيْتُ لا السَّاقُ تَمْشِـــيْ بِيْ ولا نَفَرُ

لكنني وطبولُ القَلْبِ تَقْرَعُ بِي

                  نَادَيْتُ يَا سَــــــيِّدِيْ قَدْ لَفَّـــنِي الخَطَرُ

تَكَشَّفَ النُّوْرُ مِنْ خَلْفِ الغِيَابِ سَعَى

                  وَضَمَّنِي فَتَلاشَـــــى الخَوْفُ والسَّهَرُ

ولَحْظَةُ الدِّفْءِ مَا زَاْلَتْ تُهَدْهِدُنِي

                   فاعْشَوْشَبَتْ أحْرُفِي واسْتَيْقَنَ البَصَرُ

مِنِ اخْتِنَاقِ الدُّنَى قَدْ نُفِّسَ القَدَرُ

                   وَوَسْطَ جَدْبِ النُّهَـــى قَدْ رُوِّيَتْ فِكَرُ

يا مَنْ تزمَّلتَ والثَّقَلَانِ فِي سَفَهٍ

           لا البَرْدُ مَسَّكَ بَلْ قُدْسٌ لِمَنْ حَضَرُوْا

وَعُدْتَ تَنْظُرُ في عَيْنِ التي هَمَسَتْ

           أَبْشِرْ فَأنْتَ الهُدَى والنُّونُ إذْ سَطَرُوا

اقْرَأْ فأنتَ الَّذِيْ ازْدَانَ الوجُوْدُ بِهِ

            وَطَابَ مِنْ عِطْرِه واسْتُنْبِتَ الشَّـجَرُ

اقْرَأْ وَفُكَّ قُيُوْدَ الحقِّ مِنْ يَدِهِ

            إنَّ البطولــة للبأســـــــــاءِ تُدَّخَــرُ

فالشَّمْسُ مُذْ أفَلَتْ أحْيَيْتَ لُمَّتَهَا

              والمَوْتُ فِي صَهْوَة الأقْدَارِ يَسْـتَتِرُ

أكَانَ مِنْ عَجَبٍ تَظْلِيْلُ غَيْمَتِهِ

                  والغَيْمُ مِنْ جُوْدِهِ يُؤتَى فَيَنْهَــمِرُ

لَوْلَاكَ مَاْ ابْتَسَمَتْ أَرْضٌ ولا انْكَفَأتْ

                 عَدَاوَةٌ فاسْتَحَى مِنْ طِيْبِكَ الكَدَرُ

قُلْ لِيْ أ يَحْوِيْكَ مَعْنًى ؟ واللغاتُ أتتْ

              خَجْلَى عَلَى بَابِكَ القُدْسِيِّ تَعْتَذِرُ

تفتَّحَتْ بِكَ آفَاقُ السَّمَاءِ فَسِــرْ

              مَنْ قَبْلَ أحمدَ للقوسَيْنِ يُدَّخَـرُ ؟!!

فأيْنَمَا مَـــــرَّ زَانَ الكَوْنَ فِــــــــي أَلَقٍ

            إنَّ العُرُوْجَ تغَنَّى وَهْــــــوَ يَفْتَخِرُ

جَثَوْتُ في قُدْسِــــــهَ الأسْـــــنَى مُقبِّلةً

              آثَـارَ طَلَّتِـــــهِ والقَلْـبُ مُنْبَهِــــرُ

      والدَّمْعُ رَقْرَاقُ للخَلَّاقِ مُبْتَهِلٌ

          صَلِّ على المُصْطَفَى مَا أَغْدَقَ البَحَرُ 

أهْــــــــــدِيْكَ قَافِيَتِيْ بالحِبْرِ مَاْ كُتِبَتُ

             حُشَاشَةُ الرُّوْحِ في القِرْطَاسِ تَنْحَفِرُ

  عُذْرًا إذَا قَصَّــــــرَتْ لَكِنَّهَـــــا وَلَهٌ

              مَهْمَـــا تَخَفَّى بَدَا في الوَجْهِ يَنتَثِرُ

وَفِي بِحَارِكَ دُرٌ كيفَ أَبْلُغُــــــــــهُ

              مَا زِلْتُ فِيْ شَاْطِئِي والأفُقُ يَنْتَظِرُ