وفي كلمة له أمام الحضور المتمثل بجمع من الكادر المتقدم للوزارة وحشد من
محبي السيد الجابري، قال راعي الحفل الأستاذ الدكتور أحمد فكاك البدراني وزير
الثقافة والسياحة والآثار "نحتفي اليوم بشاعر وأديب كبير ومثقف من الطراز الأول
ترك بصمة واضحة في هذه الوزارة ونفوس المثقفين ممن عرفوه وعاصروه ولولا ما له من
مكانة راقية في نفوسنا لأجلنا الاحتفال إلى ما بعد الاعتداء على غزة الذي أدمى
قلوبنا".
وأكد معاليه "إن كل ما التقيت بالسيد الجابري أكثر، كلما زاد إعجابي
به أكثر لكونه إنسان مؤثر ويترك بصمة أينما وصل وحيث ما مر".

من جانبه بيَّنَ الأستاذ الدكتور علاء أبو الحسن العلاق المدير العام
لدائرة العلاقات الثقافية العامة جزءٌ من السيرة والمسيرة العطرة للمحتفى به وما
قدمه من تضحيات كبيرة تميّز بها، مستذكراً دخوله لأول مرة على مكتبه، فيقول العلاق
"وجدته مبتسماً محباً يملئ المكان دفئ بأبويته التي عهدناها فيه، أخاً شهماً
كريماً لزملائه وأبنائه ولا تأخذه في الحق لومة لائم، قائداً هماماً وأداري محنكاً
ومقاتلاً شرساً لا يقبل على الظلم وفياً محافظاً للعهد".
وتعبيراً عن امتنانه لهذا التكريم، شكر السيد الجابري من حضر وساهم في إحياء
هذا الحفل وفي مقدمتهم الدكتور احمد البدراني وزارة الثقافة، حيث جاء في كلمته
"لست مجاملاً ولا من عادتي مدح الوزراء ولأول مرة امدح شخص الدكتور البدراني
لكونه يستحق، ولأنهُ جاءنا بعد انتظار طويل وبعد سنين عجاف، فقد كانت هذه الوزارة
قبل قدومه وخاصة السنتان الأخيرتان مُرة جداً ومتعبة ومظلمة علينا، وكنا نترقب
طلوع الفجر فلياليها مظلمة".

وتضمن الحفل كلمات لعدد من المحتفين ومنهم الدكتور فاضل محمد البدراني وكيل
وزارة الثقافة والسيد كريم النوري وكيل وزارة الهجرة والمهجرين ومجاهد أبو الهيل رئيس
منظمة نخيل عراقي والأستاذ أوات حسن أمين مدير عام دار الثقافة والنشر الكردية،
إضافة لمستشار دولة رئيس الوزراء، وعدد أخر من كلمات المحبين.
وشمل الحفل الذي قَدَمَ فقراته الشاعر مضر الالوسي، تكريم الدكتور الجابري
بدروع وشهادات تقدير، وهدايا رمزية لعدد من الشخصيات الحاضرة، فضلاً عن قصيدة
للشاعر مرتضى التميمي.
وبالإنابة عن موظفي وموظفات وزارة الثقافة والسياحة والآثار، ألقى الصحفي
والإعلامي عباس سليم الخفاجي كلمة أشاد فيها بشجاعة ونخوة وكرم السيد الجابري،
مستذكراً ما عاناه هذا الرجل النبيل الهُمام من عقوبات وإقصاء واضطهاد من قبل
السلطات السابقة المقترنة بسرقة القرن وأزلامها الذين حولوا الوزارة لمعتقل، كل
ذلك نتيجة وقوفه مع أبناءه وإخوته الموظفين المطالبين بأبسط حقوق العيش الكريم،
وهذا الموقف يُعد سابقة في تاريخ وزارة الثقافة والسياحة والآثار.

من الجدير بالذكر إن السيد جابر محمد عباس الجابري
من مواليد مدينة النجف الأشرف 1958 من عائلة مجاهدة اُعدِمَ الكثير من أبنائها،
رفض العبودية وشارك في مقارعة النظام السابق وتعرض لاعتقالات كثيرة وشارك في
انتفاضة 1991، وله إصدارات عديدة منها مجلة القصب وعدد من الدواوين الشعرية، وحقق
للثقافة العراقية انجازات تاريخية كبيرة منها النجف عاصمة للثقافة الإسلامية عام
2012 وبغداد عاصمة الثقافة العربية عام 2013، ويُعد سفيراً للثقافة لما نالهُ من
تكريم على مستوى العراق والعالم.