شبكة بغداد الاعلامية Alsco Software
   
القائمة الرئيسية
rss
rss
rss
rss
rss
داعش تحت اقدامنا
جيشنا حشدنا بكم ننتصر
لبيك يا عراق
المطالبة بمحاربة الفساد
جيشنا سور الوطن
تشكيل عراقي

رنا .. قصة حقيقية لصبيةٌ ألتقيتها في ارض المعركة !

لم تبلغ الحُلم صبيةٌ بعمر الورود، ألتقيتها في الجانب الأيمن من أحياء الموصل القديمة والدماء تسيلُ على وجنتيها نتيجة عبوة غادرة وضعها الوحوش لاصطيادها.

رشقات الهاونات مستمرة ولم تنقطع، والانفجارات هنا وهناك، ورغم ذلك .. أبطال جهاز مكافحة الإرهاب يتركون واجبهم المقدس في مقاتلة العصابات وتطهير الأحياء، وينشغلون في مساعدةِ وإنقاذ العوائل الهاربة من بطش داعش الى أماكن أمنة، لا تبعد سوى زقاقين أو أكثر من المعركة.

مسرعةٌ أتت عجلة الهمر، يظن من يراها إن من فيها فَرَ من ارض المعركة !! لشِدة سُرعتها .. تقف ويترجل منها السائق مُسرعاً ليحمل بيديه الشريفتين طفلٌ تضرجَ جسمه بالدماء من رأسهِ الى أخمصِ القدم، لتُعاود الهمر طريقها الى المعركة.

أخت الطفل تصرخ مفجوعة على أخيها، متناسية تلك الدماء التي ما زالت تسيل وقد غطت وجهها الجميل ، يُسرع الأبطال المسعفون نحو الطفل والذين تطوعوا لوجه الله جل وعلا ولخدمة الإنسانية، حقيقة الأمر لم تكن تلك الصبية أحسنُ حالاً من شقيقها، إلا أن شجاعتها كانت حاضرة..

حينها كانت عدستي ترصدُ كل لقطة متميزة لتوثيقها، ولم يأتني الخوف أو ينتابني، بل هاجس النصر والانتقام من وحوش الشر هو الذي يدفعني لتوثيق الحدث، حينها أدركت أن واجبي الإنساني يُحتِم عليّ أن اترك واجبي الإعلامي، لألتفت الى الصبية وأضمِد جِراحِها وأقطع نزيف الدم.

بصراحة لا اعرف ما اعمل وكيف أبدء!! غسلتُ وجهها وأخذت قِطعاً مما توفر من القطن ووضعتهُ على رأسها .. شعور عاطفي!! تسحبُ يديَّ ولسان حالها يقول وباللهجة الموصلية "عَمُوه أريدُ أن أُقبِل يديك" ، هنا لم أتمالك نفسي يشهد الله وقد سالت دموعي غبطةٌ لتلك الصبية التي رأيت فيها وجه أبنتي.

بعد برهة من الزمن حين أعانني الأبطال على تضميدِ جِراحِها وقد اطمأن قلبي على الصبيةَ وشقيقها، قلت لها حدثيني يا أبنتي ما حكايتك ؟؟ قالت وهي ترتجف غضباً بلهجتها الجميلة ومفردتها التي لا تفارق مخيلتي " عَمُوه " أنا اسمي رنا من ذلك الحي (وهي تشير الى منطقة باب لكَش)، وقد اجتزت دراستي الابتدائية بتفوق وأعفيت من جميع الدروس في صفي الأول لأذهب الى صفي الثاني لمتوسطة الموصل للبنات.

 وعند اغتصاب مدينتي من قبل الدواعش الأنذال، وجعل مدرستي مقر لشرِهم، خفتُ وعائلتي على نفسي وتركت دراستي خوفاً وطوعاً من أراذل القوم، فهم يستبيحون كل المقدسات، ولكن لم اترك تفوقي، فقد كان لي كراس صغير أدون فيه كل موقف يومي يقوم به أفراد تلك العصابات الغادرة الشريرة لكي يكون شاهداً عليهم.

شفاهها تتراجف وهي تخبرني وتتذكر أنهم يوصدون أبواب المنازل على ساكنيها بواسطة مكائن اللحام، وقد وضعوا عبواتهم اللعينة وملئوها بقطع الحديد الصغيرة أوما يسمى (بالصچم) أمام المنازل لمنع من يحاول الهرب، نحو المنقذين من جنود العراق الأبطال.

إنا ومحمود أخي ووالدي حاولنا عدة مرات الهرب ولكن سطوة وبطش داعش حال دون ذلك، الى أن حانت الفرصة في هذا الصباح وتسلقنا جدار المنزل الخلفي، مغتنمين الفرصة لانشغال جرذان الشر بالاختباء من ضربات أبطال الجيش والشرطة الاتحادية وقوات الجهاز الباسلة، ولم يكن بالحسبان أن ذلك الكيس الأسود كان يخبئ فيه قدرنا، وقد ملئوه الدواعش بسمومهم المتفجرة، وما إن اقتربنا نحوه حتى انفجر، وما تراه نتيجته.

خبرتني عن أعدادهم وعن نوع سلاحهم ومقرات تجمعهم أو ما يسمى بالمضافات وهي ترفع اكفها المدميان بالدعاء للعراق وقواته الأمنية وحشده المقدس، الذين طهروا المدن بعد أن استباحها المجرمون، وبدوري قدمت تلك المعلومات البالغة الأهمية لمن يستحقها .. أنهم ضباط وأمري جهاز مكافحة الإرهاب البطل.

روت لي رنا قصتها بِعُجالة، وما أن انتهت حتى وقفت عجلة همر أخرى تحمِلُ عائلةٌ أصاب إفرادها ما أصاب عائلة الصبية رنا، فودعتها وتوجهت الى واجبي المقدس تارة في مساندة المسعفين وتارة أخرى لتوثيق انتصارات أبطال العراق.

عباس سليم الخفاجي - فريق الإعلام الحربي التطوعي

عضو الاتحاد العربي للإعلام الالكتروني

تصوير يونس عباس سليم   

أرسلت بواسطة: أدارة الموقع | التاريخ: 10-07-2017 | الوقـت: 01:45:58 مساءا |

المواضيع المرتبطة بهذا المقال

التصويت على المقال

المعدل: المعدل: 5عدد المصوتين:4

_EXCELLENT _VERYGOOD _GOOD _REGULAR _BAD
التعليقات
اسمك الشخصي:
أضافة تعليق:
الكود الأمني:



عناوين أخر مواضيع الموقعالتاريخ
رحلة في عوالم القاص هيثم الجاسم.. كتاب جديد لمؤلفه على عبد الكريم عبد ... 2025-01-13
الصابئة المندائيون دراسة في أوضاعهم الاجتماعية والثقافية والسياسية 2025-01-02
بنجاح باهر انطلاق مهرجان البصرة للإبداع الثالث لعام 2024/ عباس سليم ال... 2024-12-13
قريباً انطلاق مهرجان البصرة للإبداع الثالث / عباس سليم الخفاجي 2024-12-09
شعراء وكتّاب عراقيون ضمن القوائم الطويلة لجائزة سليماني للأدب المقاوم 2024-12-04
مجلس محافظة الديوانية ومستشارية الأمن القومي يُكرمان السيد محمد الجابر... 2024-12-03
بنجاح باهر انطلاق فعاليات مهرجان العراق الدولي الثالث للأطفال / عباس س... 2024-12-02
فاطمة الزهراء الإنسان الملكوتي / الدكتورة أمل الأسدي 2024-11-17
قصر الثقافة والفنون في البصرة يحتضر .. فهل من مناصر؟ / عباس سليم الخفا... 2024-11-13
تهنئــــــــــة .. للدكتورة زهرة الجبوري 2024-11-11
دائرة العلاقات الثقافية العامة تُنظم حفلاً لإفتتاح البيت الثقافي في ال... 2024-11-02
المُخلص العجوز في القصر الثقافي الديواني / عباس سليم الخفاجي 2024-10-21
دائرة العلاقات الثقافية تُقيم ندوة للتعريف بقانون انضباط موظفي الدولة 2024-10-15
قاعة كولبنكيان تشهد افتتاح معرض تشكيلي ابهرت اعماله انظار الحاضرين/ عب... 2024-10-07
معرض بغداد الدولي للكتاب يشهد توقيع اخر مؤلفات الموهوبة نور يوسف البير... 2024-09-21
محافظة الانبار تحتفي بمؤتمرها الدولي الثاني/ عباس سليم الخفاجي 2024-09-17
شبكة بغداد الإعلامية.. تُبارك للامة الاسلامية ولادة فخر الكائنات محمد ... 2024-09-15
نساء من بابل .. معرض تشكيلي تشهده قاعة المركز الثقافي الفرنسي 2024-09-12
مبارك للعراق .. تتويج البطلة نجلة عماد بالذهبية 2024-09-08
وزارة التخطيط تقيم ورشة عمل حول البرامج التدريبية المُقامة في كوريا 2024-09-06
دائرة العلاقات الثقافية تُقيم ورشة عمل حول حماية وتعزيز التنوع الثقافي 2024-09-04
ندوة فكرية بمناسبة استشهاد الرسول الاكرم نظمتها ادارة جامع وحسينية ومد... 2024-09-02
قريبا ...انطلاق المؤتمر الدولي الافتراضي حول القانون الدولي والحروب ال... 2024-08-24
معلومة مُهمة تخص المنحة السنوية لنقابة الصحفيين العراقيين / عباس سليم ... 2024-08-05
ساعدني / الدكتورة الشاعرة نرجس عمران 2024-08-03
العقلية البريطانية والأمريكية هي الأداة والوسيلة / علي الشمري 2024-08-03
دائرة الفنون العامة تفتتح سمبوزيوم يُجسد ذكرى عاشوراء / عباس سليم الخف... 2024-07-29
زينب.. آية الطف / الشاعر حسين القاصد 2024-07-23
على بركة الله انطلاق أئتلاف عشائر خفاجة بغداد / عباس سليم الخفاجي 2024-07-20
مشاعر الحُزن والأسى تتجلى في جامعِ وحُسينية ومدرسة المحبة الدينية/ عبا... 2024-07-17
تعزية شبكة بغداد الإعلامية باستشهاد الامام الحُسين عليه السلام 2024-07-17
نائب رئيس مجلس محافظة نينوى يبحث آفاق التعاون مع منظمة اوكسفام (OXFAM) 2024-07-03
منظمة نخيل عراقي تحتفي بالشاعر الكبير الدكتور جابر الجابري / عباس سليم... 2024-07-03
تجديد عشق الولي / بنين القيسي 2024-06-30
الواقع الصحي العراقي .. الواقع والطموح مستشفى الجهاز الهضمي والكبد أنم... 2024-06-29
لماذا سلطات اقليم كردستان تحارب الصحفي محمد فاتح؟! 2024-06-28
ادارة جامع وحسينية ومدرسة المحبة الدينية تحتفل بعيد الله أكبر عيد الغد... 2024-06-28
قريبا ...انطلاق المؤتمر العلمي الدولي الأول الموسوم : الاتجاهات الحديث... 2024-06-24
اتحاد الهيئات الطلابية والشعبية يُنظم محفلاً بمناسبة عيد الغدير الاغر 2024-06-23
خلال نصف ساعة او اقل تحصل على جواز سفرك / عباس سليم الخفاجي 2024-06-08
تاريخ أخر تحديث الموقع:- [ 2025-01-13 ]
Share
البحث في المحتويات
التقويم
الأحصائيات
عدد زوار الحالي:5
عدد زوار اليوم:161
عدد زوار الشهر:12882
عدد زوار السنة:12882
عدد الزوار الأجمالي:777720
محرك بحث كوكل
Google
سيرة مبدع
النصر يا صاحب الزمان
لغتي الجميلة
احبك يا عراق
النصر المؤزر لنا
تشكيل عالمي

صفحة جديدة 1